المتوسل لله
محلل حر
- 1 أغسطس 2021
- 193
- 363
- 63
اشارات الدفائن والكنوز بين الوهم والحقيقة...
بسم لله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه لله تعالى وبركاته.. .
لقد استغل الإنسان منذ القدم الطبيعة لدفن ماله أو ثروته، محددا معالمها بخريطة مرسومة أو اشارات مبهمة لا يدرك معناها الا هو ولقد أثبت علم الاركيولوجيا المهتم بالآثار والتنقيب عن مخلفات الحضارات القديمة لدراستها وتعميق البحث فيها لمعرفةمعالم وخصائص هذه الحضارات سياسيا واجتماعيا في إطار الانتروبولوجيا، هذه النظرية مع العلم أن بعض الاشارات لها معان دينية مثل الافعى في بعض الحضارات كانت ترتبط بطقوس دينية قديمة كحماية الأموات مثلا وبعضها الآخر للزخرفة والزينة، ومن المؤسف جدا أن بعض الباحثين عن الكنوز تسببوا في تدمير العديد من المواقع الأثرية أطراف الليل واناء النهار تدفعهم أحلامهم واوهامهم بأن ما هو موجود بهذه المعالم من علامات مختلفة هي دلالة لوجود كنوز مختلفة، ولا يكاد يتوقف هوس هؤلاء الباحثين عند هذا الاعتقاد وحسب، بل منهم من طور لنفسه منهجا خاصا في تفسير هذه الإشارات، ومنهم من يستعين بكتب من الشبكة العنكبوتية أو ممن يدعي الخبرة في هذا المجال...
أسئلة تتبادر في الذهن: هل البحث عن الدفائن والكنوز استرشادا بالرموز والإشارات القديمة طريقة علمية؟ وهل لتفسيرها المتداول اي سند اثري أو علمي؟ وهل يوجد من خلال استعراض النقوش الأثرية الموجودة حاليا في أكبر المتاحف العالمية اي دلالة تشير إلى نوع من انواع الكنوز؟ وهل هناك علماء او أساتذة آثار يصرحون أو يلمحون عن هذه الإشارات؟
أغلبية أساتذة الآثار ممن سئلوا عن اشارات الدفائن انكروا الموضوع من باب الذكر وليس الحصر استاذ الآثار بجامعة اليرموك الدكتور هاني الهياجنة واستاذ الآثار بجامعة الحسين بن طلال الدكتور زياد السلامين قالوا إن هاته الرموز والإشارات تحتمل عدة معاني ولا علاقة لهذه المعاني اطلاقا بالدفائن... وغيرهم من علماء الآثار الاوربية والامريكية، شخصيا سألت عدة دكاترة وأساتذة وطلبة في علم الآثار عن صحة دلالات هذه الإشارات فلم يوافقني أحدهم الرأي الا في البعد الديني والعقائدي.
الدراسة الميدانية من غير منهج علمي واضح المعالم كحاطب ليل، حتى وان كانت النوايا صادقة، الذي وضع الإشارة وضعها في مكان معين وفي ظروف معينة وفق قواعد ومعايير ثابتة بالنسبة إليه، وهو يعلم جيدا انها في امان تام مادام حلها يبقى مستعصيا لجميع من ليست له هذه القواعد، ولايمكن في اي حال من الأحوال استخراج هدفه من لا يملك فعلا مفتاح قفل الباب فلن يدخل مهما حاول، لان هناك مفتاح واحد لا غير، لأنه لا توجد قاعدة واحدة للتحليل مهما تشابهت الإشارات فلكل إشارة مفتاحها الخاص بها.
التعديل الأخير: